نُظم بالتعاون بين كل من مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية والمركز الوطني لحقوق الإنسان الأردن البرنامج التدريبي السنوي الأول للدبلوماسيين العرب، وذلك في الفترة من 23 إلى 27 ديسمبر/كانون الأول 2012 في العاصمة الأردنية عمّان.

تمثل الهدف الرئيسي للبرنامج في تقديم مقاربة قائمة على حقوق الانسان للدبلوماسيين العرب وذلك في إطار النظامين الدولي والإقليمي لحماية حقوق الإنسان.  كما هدف كذلك الى تعزيز دمج حقوق الإنسان ضمن العمل الدبلوماسي وجعل الأنشطة الدبلوماسية المتعلقة بحقوق الانسان أكثر فاعلية.

في سياق البرنامج التدريبي والذي استمر لمدة خمسة ايام، تم العمل وبشكل مكثف على ثلاث جوانب رئيسية، حيث ركز:

 محورها الأول على تسليط الضوء على الخلفية التاريخية لتطور النظام الدولي لحقوق الإنسان الآليات الدولية التي تشكل أحد اعمدة نظام حماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي، وما يرتبط بها من عمل للأجهزة المعنية بحقوق الإنسان. كما سُلط الضوء على مجلس حقوق الإنسان وآليات عمله المتعلقة بالاستعراض الدوري الشامل والاجراءات الخاصة، وعمل مكتب المفوض السامي والأجسام الأخرى ذات العلاقة بحقوق الإنسام مثل مجلس الأمن الدولي، الجمعية العامة للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى ذات العلاقة. 

وفي المحور الثاني من البرنامج التدريبي تم التركيز على الأليات الإقليمية لحقوق الإنسان مع اعطاء اهتمام خاص للميثاق العربي لحقوق الإنسان وجوانب الضعف الموجودة والتي تلقي بضلالها على مناخات الحماية التي يوفرها الميثاق العربي لحقوق الإنسان ومجالات التناقض مع المعايير الدولية والتي تؤدي الى عدم الفاعلية في إعمال حقوق الإنسان. وفي؛

 المحور الثالث ركز البرنامج التدريبي على محور الدبلوماسية وحقوق الإنسان، أي كيف يمكن الربط بين الدبلوماسية وحقوق الإنسان، ماذا يمكن ان تساهم الدبلوماسية في حماية حقوق الإنسان، وما هي متطلبات المفاوضات الناجحة والهادفة لحماية حقوق الإنسان. كما تخلل البرنامج مداخلات حول الحماية التي يجب أن تولى للمدنيين ضمن منظومة القانون الدولي لحقوق الإنسان وكذلك القانون الدولي الإنساني.

وفي خاتم البرنامج التدريبي تم الاتفاق على مجموعه من التوصيات على النحو التالي:

اولا: التأكيد على أهمية البرنامج التدريبي ونوعية المعلومات المقدمة ضمن العناوين المختلفة والتي تشكل لبنة أساسية في المعرفة بجوانب حقوق الإنسان للدبلوماسيين العرب، باعتبار انهم لا يتلقون مثل هذه الموضوعات قبل انتدابهم للعمل في اروقة الامم المتحدة من جهة وان الخلفيات العلمية لهم ليس لها علاقة بمواضيع حقوق الانسان مما يعظم الاستفادة من محاور وموضوعات البرنامج بالنسبة لهم.

ثانيا: التأكيد على أهمية البناء على هذه التجربة وادامة واستمرارية العمل للدبلوماسيين العرب من حيث تعميم التجربة على كافة الدبلوماسيين العرب وضمان مشاركة اصحاب العلاقة في وزارات الخارجية والمعنيين بحقوق الانسان ومن يتوقع ان يشغلوا مناصب تتعلق بحقوق الانسان أو التعاون مع اليات الأمم المتحدة. يسبق ذلك استكمال البناء مع نفس الفئة المشاركة في الدورة الاولى لاكتمال الفائدة العلمية وبناء وتصميم البرنامج بشكله النهائي.

ثالثا: الاشارة الى ان محتوى وجوهر البرنامج التدريبي بذل فيه الجهد الكبير والذي تجاوز العديد من اللقاءات والندوات التي سبق للمشاركين حضورها في انشطة اخرى. حيث طبيعة البناء والتصميم للبرنامج والمواضيع والاشخاص الذين تم استضافتهم شكلت نقاط تكامل في انجاح البرنامج وتعظيم الفائدة لدى المشاركين.

رابعا: التأكيد على ان من ضمن اولويات الدبلوماسيين العرب هي تكثيف الجهود من قبل وكالات الامم المتحدة والمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان لاستهداف الدبلوماسيين العرب لتنمية مهاراتهم وقدراتهم في مجال حقوق الانسان، وان عقد هذا اللقاء يسجل لمركز الامم المتحدة للتوثيق والتدريب والمركز الوطني لحقوق الانسان مما ينبني عليه تعميم التجربة لكافة المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني والجهات المانحة بان يتم ادراج الدبلوماسيين كأحد الفئات المستهدفة خلال تنفيذ نشاطاتها او بناء خططها الاستراتيجية.